أبي صعب لطلاب الإعلام: لضرورة الاستماع إلى الآخر ومحاورته
استضافت كلية الإعلام والفنون في جامعة المعارف، يوم أمس الثلاثاء الواقع فيه 9 كانون الثاني 2018، نائب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية الصحافي بيار أبي صعب، في لقاء حواري تحت عنوان "التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني وسبل المواجهة". كان في استقبال الأستاذ أبي صعب رئيس الجامعة البروفسور علي علاء الدين، وعميد كلية الإعلام والفنون الدكتور علي الطقش، وأستاذة مادة الندوات في الجامعة الدكتورة سمر كلاكش، إضافة إلى عددٍ من الأساتذة والطلاب وشخصيات من المجالين الإعلامي والثقافي.
افتتحت الندوة بآياتٍ من القرآن الكريم بصوت الطالب هادي سلامة، تلاها النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية باسم الكلية ألقتها الطالبة جنان شمص، تلاها عرض لتقرير مصور، من إعداد الطلاب، يتناول أشكال التطبيع الثقافي والإعلامي في المقالات والبرامج والتجارة والسينما وغيرها. حاور الأستاذ أبي صعب الطالب أحمد الحركة والطالبة زينة شيت من كلية الإعلام والفنون، وقد تقسّم الحوار إلى أربعة محاور:
المحور الأول: تعريف التطبيع الثقافي
المحور الثاني: التطور التاريخي للتطبيع
المحور الثالث: كيفية مقاومة التطبيع
المحور الرابع: المشهد الثقافي والإعلامي
اللقاء الذي استمر لساعة ونصف الساعة، تناول بداية القضية الفلسطينية سيما بعد ما آلت إليه الأوضاع في الآونة الأخيرة، ثم مراحل تطور التطبيع الثقافي على مرّ السنوات في لبنان، وكيف تبدلت سياسة النخب تجاه القضية، إضافة إلى السبل الرامية لمواجهة هذا التطبيع ثقافيًا وإعلاميًا.
وقد شدّد الأستاذ أبي صعب على ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة التطبيع بكافة أشكاله، لافتًا إلى أن "الكارثة الأولى في لبنان كانت مذهبة الصراع مع "إسرئيل"، ما لعب دورًا في تفكيك بعض النخب الوطنية للدخول في مشاريع سياسية مختلفة لم تعد فيها "اسرائيل" أولويّة، مما يساهم في إخماد القضية الفلسطينية".
وأكّد الأستاذ أبي صعب "أننا نحتاج لقوى سياسية جادة تعمل على التوعية حول التطبيع الثقافي"، مشيرًا إلى أن "مواجهة "إسرائيل" هي عنوان الحريات المنشودة "حرّر فلسطين، ثم حرّر نفسك من أي ظلم". وأضاف أن المشروع الصهيوني في لبنان "يسعى إلى توريط اللبنانين ليذهبوا بوعيهم للإستسلام لفكرة "إسرائيل""، معتبرًا أن "انجازات المقاومة تقدمت لكننا نتراجع في التوعية حول خطورة التطبيع".
وأوصى الأستاذ أبي صعب الطلاب "بضرورة الاستماع إلى الآخر ومعرفته ومحاورته بلغة عصرية، ومحاولة تغيير الواقع، لأننا لسنا كل الوطن ومعركتنا مع الرأي العام اللبناني مع أناس مختلفين على عدة أصعدة، لكنهم اجتمعوا على الكرامة الوطنية".
في الختام، وقّع الأستاذ بيار أبي صعب على "السجل الذهبي" للجامعة متمنيًا للطلاب المزيد من التوفيق والنجاح.