ندوة مهنة المحاسبة مع الأستاذ حكمت سليم
نظمّت كليّة إدارة الأعمال في جامعة المعارف ندوة علمية تحت عنوان "مهنة المحاسبة في لبنان: تقاطعات، تحديات، وآفاق مستقبلية"، يوم الخميس الفائت 23 تشرين الثاني 2017 في حرم الجامعة، حاضر فيها النقيب السابق لنقابة خبراء المحاسبين المجازين في لبنان الأستاذ حكمت سليم ، بحضور عميد الكلية الدكتور حسين حجازي ومعاونه الدكتور علي الديراني والدكتور حسن ركين – قسم المحاسبة، بالإضافة إلى عدد من أساتذة الكليّة وطلابها وممثلين عن مؤسسات وجمعيات وأكاديميين ومحاسبين.
أفتتحت الندوة في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بكلمة للدكتور حسن ركين – قسم المحاسبة في الكلية، رحّب فيها بالحضور وتحدث عن النظام المالي القائم في عالمنا المعاصر والذي تطغى عليه الرأسمالية، إذ "أن هذا النظام يخدم واحد بالمئة من سكان العالم في حين يكابد البقية ويعانون بسببه"، مشيراً إلى أنه "وبذلك فقد العالم الثقة بهذا النظام وبدأ البحث عن نظام بديل للرأسمالية الحاكمة من قبل عدد من الباحثين."
واعتبر الدكتور ركين أن نظام المحاسبة القائم والمعتمد عالمياً" "GAAP or IFRS" إنما هو صنيعة النظام الرأسمالي وأداة لتحقيق أهدافه، حيث يهدف هذا النظام إلى زيادة أرباح أصحاب الأسهم بغض النظر عن الوسائل المعتمدة"، لافتاً إلى "ضرورة تعزيز النظرة الانتقادية وتطوير الأبحاث العلمية في هذا الصدد لإنشاء معايير جديدة ومغايرة لهذه المهنة على أن تتؤائم مع الأصول والشرائع السماوية، لأن النظام الرأسمالي القائم أثبت فشله وخير دليل على ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالدول كل فترة وأبرزها الكساد الاقتصادي العظيم الذي حصل في أميركا عام 1929".
بدوره، رحّب النقيب الأستاذ حكمت سليم بالحضور وشكر جامعة المعارف على إقامة هذه الندوة التي تفتح آفاق علمية للطلاب والباحثين، مستعرضاً المسار التاريخي لمهنة المحاسبة، ومشيراً إلى أنه "لا يوجد تاريخ دقيق لبدء هذه المهنة لكن هناك مؤشرات تقول أنها بدأت منذ حوالي 3600 سنة قبل الميلاد، حيث وجدت دلائل على وجود قيود وسجلات تشير بذلك"، مضيفاً أن "التاريخ المعروف والدقيق لبدايات تطور هذه المهنة أو العلم كانت في العام 1494 للعالم الايطالي لوكا باسيولي وتطورت تدريجياً. وبعد فترة أصبح الفرنسيون رواد هذه المهنة وصولاً إلى عالمنا الحالي حيث يسيطر الأمريكيون على هذه المهنة وقوانينها."
واعتبر الأستاذ سليم أن "المحاسبة هي علم متحرك يستجيب لحاجات ومتطلبات السوق والمجتمع (حكومات، أسواق مالية، بورصات، وغيرها...) لافتاً إلى أن "مهنة المحاسبة ليست بمستوى واحد بل تتوزع إلى عدة أقسام ومستويات تبدأ من الكاتب الذي يسجل القيود وصولاً إلى الرئيس أو المدير المالي للشركة". ثم استعرض النقيب سليم أقسام مهنة المحاسبة وآفاقها بأسلوب قصصي شيّق بدءاً من توظيف الشخص الكفؤ في الشركة كمحاسب حيث تبدأ مسيرته المهنية ليتطور تدريجاً فيصبح مديراً مالياً للشركة حيث يجب أن يكون متمرساً وملماً بأصول وقواعد المحاسبة. وأشار الأستاذ سليم إلى عدة آفاق لاختصاص أو مهنة المحاسبة منها:
1- المحاسب Accountant
2- التدقيق الداخلي Internal Audit
3- التدقيق الخارجي External Audit
4- المحاسبة الادارية Managerial accounting
5- ادارة الاصول Asset management
6- تقييم الاعمالي Business valuation
قائلاً أن "هذه الآفاق والاختصاصات تفتح أمامك من خلال اختصاص المحاسبة والخيار يترك لك كشخص لتختار منها ما تحب وتعتقد أنك ستنجح وتبدع فيه، لذا يجب على طلاب هذا الاختصاص أن يطالعوا ويبحثوا ويطلعوا على كافة المزايا التقنية والعلمية له".
اختتمت الندوة بمجموعة من الأسئلة وبمداخلة لعميد الكلية الدكتور حسين حجازي الذي قدّم ونائب الرئيس الدكتور جلال جمعة الدرع التكريمي للأستاذ سليم بحضور الدكتور علي الديراني والدكتور حسن ركين. وقد تمكّن الطلاب من خلال هذه الندوة من اكتساب معلومات وعبارات جديدة تحفزهم على البحث العلمي والاضاءة على بعض المفاهيم والمشاكل القائمة والموجودة في السوقين المحلي والعالمي. كما أضفت المقابلة، بين مختصين من مهنة المحاسبة مع الطلاب، قيمة إضافية للتعرّف على أهمية تنمية المهارات والمعارف لتحصيل مقبولية وقبول في وظائف المستقبل وسوق العمل .