معاون عميد كلّيّة الأديان والعلوم الإنسانيّة في جامعة المعارف
الدّكتور كمال لزّيق
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالميّن، والصّلاة على سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى آل بيته الطيّببن الطّاهرين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
صاحب الرّعاية فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ممثّلاً بالدّكتور بيار رفّول.
رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي ممثّلاً بالنّائب قاسم هاشم.
أمين عام المجمّع العالميّ للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة آية الله الشّيخ محسن الآراكي.
ممثّل الفاتيكان السّفير البابويّ في لبنان ممثّلاً بالمستشار الأوّل في السّفارة البابويّة المونسنيور إيفان سانتوس.
غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ممثّلاً بالمطران منير خير الله، راعي أبرشيّة البترون المارونيّة.
رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى ممثّلاً بنائب رئيس المجلس فضيلة الشّيخ علي الخطيب.
شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز، ممثّلاً بالشّيخ غسّان حلبي.
رئيس جامعة الزّيتونة في تونس الأستاذ الدّكتور هشام قريسة.
غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ممثّلاً بالأب الدّكتور بورفيريوس جرجي عميد كلّيّة اللاّهوت في جامعة البلمند.
المستشار الأكاديميّ لمفتي الدّيار المصريّة الشّيخ الدّكتور مجدي عاشور.
أصحاب السماحة والفضيلة والغبطة، سعادة النوّاب والوزراء، سعادة سفراء وقناصل الدول، رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات والكلّيّات والحوزات والمعاهد الدّينيّة والكنسيّة والجمعيّات.
رؤساء وممثّلي الأحزاب والفعاليّات السياسيّة، ممثّلي الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة، الفعاليّات الثّقافيّة والتربويّة والاجتماعيّة والإعلاميّة والنقابيّة والبلديّة والاختياريّة.
طلاّب الجامعات والحوزات الدّينيّة والمعاهد الكنسيّة،
الحضور الكريم،
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحّب بكم في المؤتمر العالميّ الأوّل لثقافة الحوار بين الأديان. وهو المؤتمر الذي أردناه فاتحة أعمالنا العلميّة والبحثيّة رغم حداثة تأسيس جامعتنا، لنعبّر عن رسالتنا الثّقافيّة والحضاريّة، والتي هي حضارة التّعارف، والتي تعتبر الآخر إمّا "أخٌ لك في الدّين أو نظيرٌ لك في الخلق".
نعيش اليوم أسوأ حالات الهيمنة بفعل عولمة انتهاك سيادة الشّعوب وثقافاتها، ولا سيّما ثقافاتها الدّينيّة المُلهمة لمجموع العقائد والقِيَم، والتي كانت عبر التّاريخ المظلّة الحامية لعلاقات الشّعوب، وتفاعلها فيما بينها، على أنّ كبرى التّحدّيات الثّقافيّة أمام الثّقافات الدّينيّة تبرز في اتّجاهين:
الاتّجاه الأوّل: هيمنة قِيَم الإلحاد العمليّ والتي تتجّلى في إدارة أزمات الشّعوب، السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، جاعلةً من الدّين فزّاعةً تساعدها في ذلك منظومةٌ إعلاميّةٌ دوليّةٌ ضخمة.
الاتّجاه الثّاني: بروز تيّاراتٍ تكفيريّةٍ عنفيّةٍ قدّمت كلام الله وكلام أنبيّائه على غير وجه حقّ، كما كانت هذه التيّارات ألعوبةً في أيدي أصحاب الهيمنة العالميّة، التي لا يروق لها العدل أو السّلام لكلّ المجتمعات، اللهمّ إلاّ ما يزيد في ثرواتها من خلال المنظّمات العابرة للقارّات، التي تلتهم كلّ القِيَم لصالح الرّأسمال.
لقد اجتمع أصحاب العلم في هذا المؤتمر ليشكّلوا مع بقيّة من سبقهم من أهل العلم والدّين، في سبيل تقديم ثقافةٍ تؤسّس لثقافةٍ حقيقيّةٍ صادقةٍ بين الأديان. لأنّ التّغيير يبدأ من الثّقافة.
أخيراً باسم جامعة المعارف وشخص رئيسها البروفّسور علي علاء الدّين، وباسم الجمعيّة اللّبنانيّة لتقدّم العلوم (LAAS) وشخص رئيسها البروفّسور نعيم عويني، أتقدّم منكم جميعًا بأحرّ التّرحيب، سائلين المولى أن تكون أعمالنا في هذا المؤتمر الدّوليّ مبادرةً تشقّ الطّريق لغيرها من المبادرات لعلّنا نكون أدّينا بعض ما علينا من أجل العدل والخير والسّلام.