مشاركة كليّة الإعلام في المؤتمر الدولي لدراسات الإعلام والتواصل
شارك رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي، في كلية الإعلام والفنون في جامعة المعارف، الدكتور حاتم الزين، في المؤتمر الدولي الرابع لدراسات الإعلام والتواصل، والذي انعقد في جامعة بون في ألمانيا بين 26 و28 أيلول/سبتمبر.
وبناء على ورقة بحثية بعنوان "تغطية الصحافة اللبنانية للاجئين السوريين: حالة صحيفة الأخبار"، أشار الزين في كلمته إلى التعارض الموجود في كيفية تغطية اللاجئين السوريين في الصحافة اللبنانية، عارضًا للأرقام المتعلقة باللاجئين السوريين في لبنان استنادًا إلى أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وأهمية البحث الإعلامي في هذا الصدد على الصعيد المحلي، والإقليمي والدولي، فضلاً عن أهميته في مجال دراسات التواصل الثقافي.
وأشار الزين بداية إلى السياقات التاريخية والسياسية، لافتًا إلى القلق الذي يعتري بعض المسؤولين اللبنانيين من وجود أجندة خفية تقودها الولايات المتحدة الأميركية لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، خصوصًا أن البلد يعاني من أزمة اقتصادية حادة وانقسام سياسي. ولذلك، فإن الخطاب الإعلامي لجريدة الأخبار يمارس دوره كسلطة رابعة في تسليط الضوء على هذا الموضوع الحساس وغيره من موضوعات ذات صلة.
وفي معرض إجابته عن سؤال الورقة البحثية، كيف تصوّر صحيفة الأخبار اللاجئين السوريين، عرض الزين في البداية للدراسات والمقالات التي تشير إلى التغطية الإعلامية للاجئين السوريين في الإعلام اللبناني مع التركيز على الصحافة. وبناء عليه، اختار الزين عيّنة من المقالات والأخبار المنشورة في صحيفة الأخبار لتحليل صورة اللاجئين السوريين فيها. وصنّف العينة إلى فئات ثلاث: سياسية، اقتصادية واجتماعية، للمساهمة في استخلاص نتائج الورقة البحثية، وبالتالي الإجابة عن السؤال الذي طرحته.
واعتبر الزين أن خطاب صحيفة الأخبار يسلّط الضوء على الجانب الإنساني للاجئين السوريين في لبنان، ويتجنب التغطية التي يمكن أن تصورهم بطريقة فيها شيء من العنصرية. ولذلك، فإن السياسة التحريرية لصحيفة الأخبار، على ما يبدو، تتجنب تسليط الضوء على الآثار السلبية الناجمة عن لجوء السوريين إلى لبنان سواء كانت هذه الآثار بيئية أو أنها مرتبطة بزيادة التدهور الاقتصادي.
وخلصت الورقة إلى أن تبني صحيفة الأخبار لمصطلح "النازحين" السوريين إلى لبنان بدلاً من "اللاجئين" يطرح علامات استفهام. وهذا المصطلح، أي "النازحين"، الذي تستخدمه الحكومة اللبنانية وغالبية السياسيين اللبنانيين أيضًا، هو غير صحيح، ذلك أنه بناء على القانون الدولي الإنساني فإن إطلاق كلمة "النازحين" يأتي على أولئك الأشخاص الذين نزحوا داخل بلادهم إلى مناطق أكثر أمانًا، ولذلك فإنه يتم وصفهم بالنازخين في الداخل.
وفي الختام، أكّد الزين على أهمية الدور الإيجابي للصحافة كسلطة رابعة تقدّم خطابًا عقلانيًا وتسامحيًا، وهذا الخطاب يمكن أن يساهم في التواصل الثقافي وأثره الإيجابي في فهم "الآخر"، وبالتالي تصويره بشكل موضوعي.