انطلاق فعاليات مؤتمر تمكين الأُسْرَة في جامعة المعارف
انطلقت، يوم الخميس 25 نيسان/أبريل 2024، فعاليات مؤتمر تمكين الأُسْرَة "التّأسيس الاجتماعي للحضارة الإنسانيّة" الذي تُنظمه جامعة المعارف، بحضور معالي وزير العمل الأستاذ مصطفى بيرم، معالي وزير التربية والتعليم العالي ممثلاً بمدير عام التعليم العالي د. مازن الخطيب، غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالمونسينيور عبدو أبو كسم، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثلاً بالسيد حسين حجازي، سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ممثلاً بالشيخ دانييل سعيّد، سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ممثلاً بالسيد علي رضا إسماعيلي، القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق ممثلاً بالسيّدة نور الهاشمي، سعادة النائب الشيخ حسن عزّ الدين، سعادة النائب السيّد إبراهيم الموسوي، أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية د. تمارا الزين، رئيس جامعة البلمند ممثّلًا بالدكتور إلياس حلبي، رئيسة الجامعة العربيّة المفتوحة ممثّلةً بالدّكتور غدي مقلّد، عميد كليّة الصّحة العامّة في الجامعة اللبنانيّة ممثلًا بالدّكتورة سنا نمر، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ممثلةً بالدكتور إيلي مخايل، ممثلي رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، رؤساء الجمعيّات والمؤسّسات، ممثّلي البلديّات والفعاليات التربوية والثقافية والاجتماعيّة، رئيس وأعضاء مجلس أمناء جامعة المعارف، رئيس وأعضاء مجلس الجامعة، الهيئتين الأكاديميّة والإداريّة في الجامعة، وحشد من طلاب الدراسات العليا والمهتمين، والشخصيات الرسمية والدبلوماسية والاجتماعيّة والباحثين العرب والأجانب.
بداية الحفل
انطلق حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطنيّ اللبنانيّ، بعدها قدّم مدير مكتب الاعلام والتواصل د. طليع حمدان الحفل مرحبًا بالحاضرين.
رئيس الجامعة
ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة، البروفسور علي علاء الدين، استهلّها بالتذكير "بالحرب الهمجيّة على غزّةَ وأهلِهَا منذ أكثرَ من ستّةِ أشهر، واستمرارِ الاعتداءاتِ الصهيونيّةِ الوحشيّةِ على لبنانَ وجنوبِه، فألفُ تحيةٍ لكلِّ شهداءِ فلسطينَ ولبنانَ وإلى كلِّ من يدافعُ عنِ الأرضِ ويرسُمُ مستقبلَ العزّةِ للأجيالِ والأمّةِ"، كما وأشار إلى "أنّ فصلَ رؤساءِ جامعاتٍ عالميّةٍ مرموقةٍ، والتّحقيقَ والضّغطَ على آخرينَ منهم كما على الناشطينَ منَ الطلّابِ لمجرّدِ رفضِهِم وإدانتهِم لهذه الحرب، سيبقى وصمةَ عارٍ تلاحقُ داعمي القتلةِ مدى الحياةِ". ووجّه رئيس الجامعة التحيةَ لأصحابِ الضمائرِ الحيّةِ من أساتذةٍ وطلابِ جامعاتٍ وغيرِهمْ منَ الأحرارِ على امتدادِ هذا العالمِ الذينَ يرفعونَ صوتَهمْ ضدَّ هذا الظلمِ وهذا القتلِ المستمرِ إلى الآنَ".
وأكّد علاء الديّن أننا "نشهد في عصرِنا الحاليِّ هجمةً متواصلةً على مفهومِ الأسرةِ، حيثُ تُبذَلُ جهودٌ مستمرةٌ لتفكيكِ هذهِ الوحدةِ الاجتماعيةِ، بمَا هيَ نواةُ بناءِ المجتمعاتِ القويّةِ والسويّةِ والمستقرّة، لافتًا إلى انّ العملَ على تمكينِ الأسرةِ ودعمِ استقرارِها يقعُ في قلبِ التحدّياتِ التي تواجهُنا، ونشتركُ فيها معَ الدّولِ والشّعوبِ التي تواجهُ الهيمنةَ والاستعلاءَ الغربيّين؛ والتي لا تعترفُ إلّا بأنموذجٍ واحدٍ للأسرةِ من رجلٍ وامرأةٍ، هذا الأنموذجُ الطبيعيُ الذي عرَفَتهُ البشريةُ منذُ مئاتِ آلافِ السنينَ ، والذي هوَ نقيضُ الدّعوةِ إلى كلِّ أشكالِ الأُسْرَة".
ودعا علاء الدين في ختام كلمته إلى "العمل المشترَك معَ كلِّ المخلصينَ منَ الباحثينَ وأصحابِ الفكرِ على امتدادِ العالمِ لمواجهةِ هذا التطرّفِ غيرِ الأخلاقيِّ والذي لا يكتفي بطرحِ رؤيتهِ بلْ يريدُ فرضَهَا على الشّعوبِ والدّولِ الأخرى، والمساهمة في تعزيزِ الوعيِ بأهميّةِ الأسرةِ ومكانتِهَا الرّئيسةِ في المجتمعِ ضمنَ الرؤية التي يُقدّمُها المؤتمر"، شاكرًا كلَّ الذّينَ ساهمُوا في التحضيرِ لهذا المؤتمر.
منسّق المؤتمر
بدوره تحدّث منسّق المؤتمر، البروفسور طلال عتريسي، عن أبعاد الأسرة المتداخلة اجتماعيًّا وثقافيًّا ونفسيًّا وإنسانيًّا وحضاريًّا، لافتًا إلى أن هذا الموضوع "قد بدأ في السنوات القليلة الماضية يتحول من تحدٍ إلى تهديد بعدما تجاوزت بعض الدول الغربية، "الحرب الناعمة" إلى ما يمكن أن نسميه "الحرب الوقحة" أو "الحرب اللاأخلاقية " المباشرة، التي جعلت الشذوذ حق من حقوق الإنسان، وجعلت الترويج له إلزاميًّا، بما في ذلك للأطفال في سنواتهم الدراسية الأولى".
وأضاف عتريسي "أننا نشهد اليوم وفي بقاع مختلفة من العالم انتقادات واسعة ودعوات للتحرّر، ليس فقط من السياسات الغربية، بل ومن ثقافاتها المهيمنة، وحتى من نظرياتها في العلوم الانسانية . كما أن الترويج للشذوذ، هو انقلاب واضح وغير مبرّر على الكيان الأُسْرَي الطبيعي الذي عرفته المجتمعات كافة منذ فجر التاريخ إلى اليوم"، مشيرًا أن على النظام الأسري أن يدفع تكلفة هذا التقديس للحريات الفردية، لأن ما هو بديهي ومنطقي، أن يؤدي هذا التقديس للحريات الفردية".
وشدّد منسّق المؤتمر أن "البعد الثقافي الفكري الذي نتناول من خلاله موضوع الأسرة، هو بالنسبة إلينا، أحد أهم وظائف الجامعة. وإذا كانت الشعوب اليوم تخوض معاركها من أجل التحرّر، ورفض الهيمنة، والاستقلال، واستعادة هويّتها، وتقدم أغلى التضحيات على جبهات عدة، ونموذجُها الأبرز والأقوى اليوم على جبهة فلسطين، فإن وظيفة الجامعة هي في خوض هذا الجانب الثقافي من معركة التحرر والاستقلال"، موضحًا ان مصطلح التمكين الذي وضُع للأسرة في هذا المؤتمر، صِيغَ من موقع الثقة بالنفس، بما هو تحدٍ واضح ومباشر، وبديل عن دعوات تمكين النساء والفتيات وكل أشكال الأسرة ومجتمع الشذوذ.
ختام الافتتاح
بعد انتهاء حفل الافتتاح، انطلقت أعمال المؤتمر وجلساته البحثيّة التي تستمر يومي الخميس والجمعة 25 و26 نيسان/أبريل 2024، والتي يُشارك فيها نخبة من المحاضرين والباحثين العرب والدوليين، وذلك في مبنى الجامعة (بلوك C).