إطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول الصحافة الرقميّة
برعاية وزير الإعلام المهندس زياد مكاري، وأمين عام المجلس الوطني للبحوث العلميّة د. تمارا الزين، أطلق "مختبر الابتكار والتطوير وصناعة الإعلام (MIDIL)"، في كليّة الإعلام والفنون في جامعة المعارف، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للصحافة الرقميّة وصناعة الإعلام الابتكاري، صباح يوم الجمعة الواقع فيه 8 كانون الأول/ديسمبر 2023، ضمن فعاليات "بيروت عاصمة للإعلام العربي 2023"، في حرم الجامعة في بيروت، وعن بُعد عبر منصّة "زوم"، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء يمثلون أكثر من 25 مؤسسة أكاديمية ومهنية رسميّة وخاصّة محليًّا وإقليميا ودوليًّا، وحضور مديري مؤسسات إعلاميّة وأهليّة وأكاديميّة وأكاديميين وطلّاب ومهتمين بالشأنين الإعلامي والرقمي، ومجلس جامعة المعارف، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والأكاديميّة فيها.
الوزير مكاري
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني، حيّا وزير الإعلام عبر الفيديو الباحثين والجامعيين والمؤسسات المحليّة والعربيّة والدوليّة المشاركة، ورأى أن "المؤتمر يهدف لتعزيز ساحات البحث العلمي والإعلامي وتطوير قطاع الإعلام بجناحيه العام والخاص". وشدّد مكاري على أن رعاية وزارة الإعلام لهذا المؤتمر "ملتقى العقول" هو جزء من سياسة الوزارة برعاية المؤتمرات العلميّة ورعاية النشر العلم الأكاديمي والعقول العلميّة والثقافيّة المبدعة والرائدة، مؤكدًا أن "كل الجهود الإعلاميّة والبحثيّة تصّب في خدمة الإنسان وبناء الاقتدار العربي، وتُثبّت دور بيروت الريادي على المستويات العلميّة والمهنيّة".
ولفت وزير الإعلام إلى أن الوزارة "تضع جميع إمكانياتها في خدمة النشر العلمي، وتعمل أن تكون مديريّة الدراسات شريكًا فاعلًا في الحراك العلمي خلال المرحلة المقبلة، وفي تطوير الإعلام الرسمي وتلفزيون لبنان وتحديدًا رقمنة الأرشيف ورقمنة منصّات وزارة الإعلام".
د. تمارا الزين
من جهتها، شدّدت د. تمارا الزين على "أن التعاطي الحكيم مع التحدّيات العلمية التي نعيشها كالإضطرابات المناخية والأوبئة والتكنولوجيات المزعزعة وتحولات الإنسانية ككل، يبدأ حين نعرف عنها أكثر لا حين ندير لها ظهرنا". وتطرّقت إلى الإعلام العلمي عالميًّا ومحليًّا، معتبرةً أنه "لم يحقق بعد مساهمةً فعالة في ردم الهوة بين المجتمع والعلوم وبتنا بحاجة إلى اجتراح وسائط مختلفة تحاكي العصر ومتطلّباته".
ولفتت الأمينة العام للمجلس الوطني للبحوث العلميّة إلى أنه "لا يمكن للعلوم أن تبقى حكرًا على من ينتجها، ولا يمكن للعلوم أن تكون نخبوية وأن تبقى أسيرة جدران الجامعات والمراكز البحثيّة، ومن غير المسموح أن لا نولي للتثقيف العلمي المكانةَ التي يستحقها كإحدى أولويات البيئة العلمية"، مؤكدة أنها مسؤولية جماعية على الكل الانخراط في مسارها.
د. علاء الدين
بدوره أشار رئيس الجامعة د. علي علاء الدين إلى أن المؤتمر "يأتي في مفترقِ عددٍ من المراحلِ الكبرى التي يمرُّ بها وطنُنا ومنطقتُنا بل والعالمُ كلُّه، خصوصًا حربُ الإبادةِ على غزةَ بأطفالِهَا ونسائِها وتصاعدُ الاعتداءاتِ الإسرائيليةِ على وطنِنا الغالي والمقاومِ لبنان، تحت مرأى ما يسمّى بالعالمِ الحرِّ، بل بموافقتِه وتشويه إعلامه للحقيقة"، موجهًا "التحيّةٍ لشهداءِ العلمِ والإعلامِ ولكلّ شهداءِ فلسطينَ ولبنان، الذين يدافعونَ عن الأرضِ ويرسُمونَ مستقبلَ العزّةِ للأجيالِ والأمّة".
وسلّط رئيس الجامعة الضوء على "الخطة الاستراتيجيّةَ الثانية للجامعة التي أقرّت حتى العام 2027 وطوّرتْ هيكلَها الإداريَّ والأكاديميَّ"، مؤكدًا أن هذا المؤتمرُ الدوليُّ في مجالِ الدّراساتِ الإعلاميّةِ، "يأتي كمؤشّرٍ على استمراريّةِ النّشاطِ العلميِّ والبحثيِّ ودفعِهِ قُدُمًا رغمَ كلّ الظروفِ والمعوّقاتِ المحلّيةِ والإقليميّةِ التي لن تكون -ولم تكنْ- إلا باعثًا على إعادةِ تسريعِ عجلةِ التطوّرِ العلميِّ وإكمالِ الدورةِ العلميّةِ والأكاديميّة بأبهى مداركِها".
وحثّ رئيس الجامعة على المَضيّ قُدُمًا بدعمِ الإنتاجِ العلميِّ، وهو "قرار جامعة المعارف، وهو عكسُ مسارِ الأحداثِ التي تمرُّ بها البلاد، لكنّهُ المسارُ المنهجيُّ والعلميُّ القويم، فكلّمَا اشتدّتِ الأزماتُ كلّمَا زادَ تمسّكُنَا بدعمِ النشاطِ العلميِّ والبحثيِّ".
د. علي الطقش
ثم كانت كلمة لعميد الكليّة د. علي الطقش استهلّها بالترحيب بالحاضرين، معربًا عن شكره للشركاء المحليين والدوليين على جهودهم الاستثنائية التي بذلوها للتحضير لهذا المؤتمر، الذي يأتي كحدث علمي رابع يُنظمه "مختبر تطوير صناعة الإعلام والابتكار في الكليّة (MIDIL)" في الكليّة.
وأعلن الطقش أن "الكليّة تمكّنت من التعامل بشكل استباقي مع التغيّرات الإعلاميّة المتنوّعة التي نواجهها كل يوم ومن تطوير المحتوى التعليمي فيها، ومن تناول تقديم معالجات متفاوتة لعدد من التحدّيات المرتبطة بغرف الأخبار، الميدان، الإنتاج الإعلامي الحرّ، الرقمنة والذكاء الاصطناعي". وأضاف أن المؤتمر ومختبر تطوير صناعة الإعلام، "هما بمثابة ركائز أساسيّة لتصميم العديد من الدبلومات وبرامج الدراسات العليا، إذ يتم الاعتماد عليه وعلى سلسلة من الأنشطة الأكاديميّة لتصميم برامج الماجستير، وتعزيز المهارات النظرية والمهنية للخرّيجين وتحسين فرص التوظيف والتطوير المهني".
وختم العميد كلمته بشكر "الزملاء في المختبر، ومجلس الكليّة وكل من ساهم في تنظيم المؤتمر".
د. حاتم الزين
أما منسّق المؤتمر د. حاتم الزين، فقد أشار إلى أن هذا العام "وقع الاختيار على محور أساس هو الهويّة الرقميّة الأصلية في المشهد الإعلامي المعاصر، بعد أن كان محور المؤتمر الماضي السلطة الرابعة الرقمية، باعتبارها الهوية الثانية ببصمة افتراضيّة". وتحدّث عن قيام الكليّة "قبل أربعة أعوام بتأسيس مختبر الابتكار والتطوير وصناعة الإعلام ليكون الحاضنة للبحث العلمي الإعلامي والمؤتمرات وما يتصل بالدراسات العليا لاستشراف التغيّرات والتحوّلات وضرورة مواكبة المستجدات".
وأعلن منسّق المؤتمر أن "عدد الملخصات التنفيذية المقبولة بلغ ستة وثلاثين ملخصًا، أما عدد الأوراق البحثيّة المرسلة فبلغ أربع عشرة ورقة"، مشيرًا إلى أن هذه الأوراق "ستخضع للتحكيم والتدقيق بناءً على معايير تقييم الأبحاث المعتمد دوليًّا".