"مراسلون على خط النار".. ندوة إلكترونية لطلاب كلية الإعلام
أقامت كليّة الإعلام والفنون في جامعة المعارف ندوة إلكترونية تحت عنوان: "مراسلون على خط النار"، يوم الخميس الواقع فيه 16 تموز 2020، استضافت فيها من العاصمة السورية دمشق كلاً من الإعلامية في قناة الميادين أوغاريت دندش، والإعلامي في الإخبارية السورية حسين مرتضى.
بداية، كانت كلمة ترحيبية بالضيفين لعميد الكلية الدكتور علي الطقش الذي أشار إلى أن الندوة تأتي في سياق سلسلة من الندوات التخصّصية التي تنظمها الكلية لطلابها بهدف تطوير مهاراتهم وخبراتهم.
ثم كانت كلمة للإعلامية دندش التي أسهبت في شرح انعكاسات تغطية آثار الحروب على الصعيدين المهني والإنساني للمراسل وأبعادها السيكولوجية، متخذة من سوريا نموذجاً. ولفتت الإعلامية في سياق كلمتها إلى متطلّبات العمل الميداني للمراسل والمراسلة على خطوط المواجهة العسكرية لجهة المهارات المهنيّة والخبرات المكتسبة مع الوقت، مؤكدة على أهمية "زيادة الخبرات ونقلها للزملاء كي يتعاملوا بشكل صحيح مع ظروف الميدان العسكرية واللوجستية".
وتطرّقت دندش إلى المخاطر التي يواجهها المراسل والمراسلة الميدانيين في أرض المعركة وكيفية غربلة كمّ المعلومات التي يحصلون عليها في ظلّ الظروف الصعبة، وتجنّب الوقوع في أخطاء مهنية قد تؤدي إلى فقدان المصداقية. كما تناولت بشكل مختصر المنافسة التي يواجهها الإعلامي اليوم من وسائل التواصل الاجتماعي لجهة سرعة بث الخبر.
وتناولت دندش في القسم الأخير من مداخلتها الجانب الإنساني للمراسل، ذلك أنه "عادة ما يتأثر بالظروف المحيطة به وهذا ما ينعكس على أدائه الإعلامي. ولذلك، لا بد للإعلامي من أنسنة عمله بما يتلاءم وتفاعله مع كمّ العنف والآلم الذي يعايشه في بلاد تعاني من الحرب ونتائجها المأسوية".
بدوره، تحدّث الإعلامي مرتضى في كلمته التي كانت بعنوان "جدلية الإعلام والحرب النفسية: تجربة مراسل في الخطوط الأمامية للحرب في سوريا" عن تجربة الإعلام الحربي منذ تأسيسه، وكيفية إدارته التاريخية للحرب الإعلامية بدءاً من ثمانينات القرن الماضي، مستعرضاً الدور النفسي الذي لعبته المقاومة من خلال توثيق العمليات وبثّها لدحض روايات الاحتلال.
وأشار مرتضى إلى أساليب الحرب النفسية التي تعتمدها بعض وسائل الإعلام، لافتاً إلى أنه "يستحيل للإعلامي أو لوسائل الإعلام أن يكونوا حياديين خصوصاً عندما يكون الوطن في خطر". وفي حديثه عن الحرب الإعلامية في سوريا، أوضح مرتضى أن "الإعلام هو من كان يصنع السياسة في الحرب على سوريا"، مشيراً إلى دلائل على هذا الأمر وتجلّي ذلك من خلال الضخّ الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي وما تبعه لاحقاً من اجتماعات مجلس الأمن الدولي.
من جهة أخرى، تطرّق الإعلامي مرتضى إلى أمثلة عن تجربته كمراسل في سوريا، وكيف تدرّج العمل الإعلامي هناك من الدفاع، أي نفي سقوط المواقع العسكرية والمناطق، إلى الهجوم في مرحلة لاحقة، باعتبار أن الحرب الإعلامية كانت تركّز على العامل النفسي بغية إحباط المعنويات، مشدّدًا على ضرورة تحلي الإعلامي بالمهنية والمصداقية.