ملتقى الإعلام البترولي في لبنان
بيروت - 11 كانون الثاني 2019
نظمت كلية الإعلام والفنون في جامعة المعارف "الملتقى الأول للإعلام البترولي في لبنان"، في إطار طرح استراتيجية وطنية للإعلام البترولي، لتوعية الرأي العام على أهمية استخراج النفط والغاز، وتمكين الاقتصاد وحماية الثروة القومية البترولية وتعزيزها في الفضائين العربي والعالمي. وقد شارك في الملتقى ممثلون عن قطاعي الإعلام والبترول بحضور مدير عام وزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة ومدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور محمد سيف الدين ورئيس هيئة ادارة قطاع البترول بالتكليف الأستاذ وليد نصر ورئيس جامعة المعارف الدكتور علي علاء الدين ومجلس أمناء الجامعة وشخصيات أكاديمية وإعلامية؛ وذلك في القاعة الرئيسية للجامعة - قرب طريق المطار.
افتتح الملتقى بتلاوةٍ قرآنية تبعها وقفة للنشيد الوطنيّ اللبنانيّ ومن ثم كلمة عريف الحفل الأستاذة رنا فقيه، التي رحبت بدورها بالضيوف والحضور.
في كلمته، أكّد عميد كليّة الإعلام والفنون في جامعة المعارف، الدكتور علي الطّقش، على ضرورة السعي لتشكيل الثقافة البترولية. كما عبّرعن يقينه بغدٍ أفضل، لإعادة مفهوم التنمية والإعمار، وشدّد على ضرورة بث برامج تثقيفية حتى في برامج الأطفال، لنشر الثقافة البترولية في العالم العربي. كما أكّد العميد بأن جامعة المعارف تفتح أبوابها لكل متخصصٍ في هذا الملتقى، وصرح أن هذا العام سيشهد في نهايته تنظيم مؤتمر متخصص في مجال الإعلام البترولي. كما أعلن الطقش عن برنامج رقمي ستطلقه الكلية قريباً يحمل عنوان "لبنان 2029: هيك صار".
المحور الأول:
في المحور الأول، والذي حمل عنوان "استراتيجية الإعلام البترولي في لبنان، التحديات والإمكانيات"، شرح الأستاذ وليد نصر، رئيس هيئة إدارة قطاع البترول بالتكليف، المراحل الّتي مرّ بها قطاع البترول في لبنان وأشار إلى استكمال أعمال الاستكشاف في البلوكين 4 و9 ضمن الجدول الزمني المحدّد وإلى استكمال التحضيرات لإطلاق دورة تراخيص ثانية في العام 2019. كذلك، أكّد على أهمّيّة وجود إعلام متخصّص يواكب هذا القطاع بطريقة موضوعيّة تساهم في دعم مساره وجذب الشركات الأجنبيّة للاستثمار في لبنان. وشدّد الأستاذ نصر على انفتاح الهيئة وتعاونها مع كلّ المبادرات الّتي تخدم مسار هذا القطاع من ضمنها هذه المبادرة المشكورة لجامعة المعارف.
بدوره، شدّد الدكتور حسّان فلحة، مدير عام وزارة الإعلام، على دور الدولة اللبنانية في المشاركة بتشكيل الثقافة البترولية لدى الرأي العام اللبناني، من خلال التعاون المشترك بين وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في لبنان، عبر تسليط الضوء على الملف البترولي لما يتضمنه من مساحة جديدة لتحريك العجلات الاقتصادية والتنموية في لبنان، ولما يشكله هذا الملف من فرصة لإبراز لبنان على خارطة الدول النفطية، والحفاظ على استقراره وتطوره.
أما الدكتور محمد سيف الدين، مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فأشار في كلمته إلى ضرورة الاستفادة من مؤثريّة قادة الرأي العام في لبنان، من خلال المساهمة في تشكيل الثقافة البترولية بين عموم اللبنانيين، وضمان الشفافية في الملف النفطي. ولفت الدكتور سيف الدين إلى أهمية توحيد النظرة المجتمعية باعتبار البترول ثروة قومية تستلزم إجراء إصلاحات بنيوية، وتوسيع المساحة الاستثماريّة، فضلا عن تزخيم الاهتمام الشعبي بالملف البترولي، انطلاقاً من حقهم في معرفة تصوّرات المرحلة البترولية المقبلة على لبنان، بما فيها من تغيّرات اقتصادية واجتماعية مرتقبة، والاستفادة من هذه التغيرّات لصالح تطوير مختلف القطاعات بما يمسّ حياة اللبنانيين اليومية.
المحور الثاني:
ترأّس المحور الثاني، تحت عنوان: الإعلام البترولي والتجارب المهنية، الصحافي الاقتصادي حيدر الحسيني، الذي تحدث عن أهمية بذل الجهد الإعلامي في ما يتعلق بالشأن البترولي، مشيراً إلى أن عدد الإعلاميين الاقتصاديين في لبنان لا يتجاوز 120 إعلامياً. كما أكّد على ضرورة تزويد المناهج بالمواد اللازمة وعدم اقتصارها على الدراسات العليا، لافتاً إلى أهمية تدريب المهنيين عمليا.
من جهته، أشار الأستاذ أيمن مهنا، المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير، مركز الدّفاع عن الحرّيات الإعلاميّة والثقافيّة "سكايز"، إلى التوصيات الناتجة عن التقارير التي أصدرها المركز حول تغطية وسائل الإعلام اللبنانية للنفط والغاز من العام ٢٠١٦ وحتى العام ٢٠١٨، وما تظهره من واقع الإعلام اللبناني في التعامل مع الملف البترولي. ولفت مهنا إلى سبل تنشيط الملف البترولي لتسليط الضوء على أهميته الحيوية في تأسيس مرحلة جديدة للبنان، من خلال اعتماد التدقيق في السياسات التحريرية للمؤسسات الاعلامية، والاستفادة من فترات الهدوء لتنشيط الثقافة البترولية، والتركيز على الأبعاد الاقتصادية، البيئية، والقانونية للإنتاج البترولي بمعزل عن البعد السياسي. كما عقّب على الخلاف البحري الذي يجب أن يعرض بجانبه التقني لا السياسي.
أما الأستاذ إيلي الفرزلي، الصحافي في جريدة الأخبار، فأكد على ضرورة وجود خبرات وجهات ممولة ومستثمرة في القطاعين الإعلامي والبترولي، مشيرا إلى أن الشعب اللبناني معني بشكل أساس في هذا المجال لأن هذه الاستثمارات الجديدة ستؤدي إلى انخفاض نسبة البطالة في لبنان.
وتطرق الأستاذ علي أحمد، مدير جمعية سيميا للإعلام الجديد، إلى أهمية دور الإعلام الرقمي لأن الشعب اللبناني هو من أكثر الشعوب نشاطاً على وسائل التواصل الحديث، فهذا الأمر يعد فرصةً مفيدة في المجال البترولي. كما أكد على ضرورة وجود مصدر أساسي ورسمي لنشر معلومات سليمة تُعنى بالشأن البترولي. ونوّه على ضرورة التركيز على وصول المعلومة بغض النظر عن كونها "Trend".
واختتم المحور الإعلامي اللبناني الأستاذ بشار اللقيس، فعرض الحقبة التاريخية للانقسامات الاسرائيلية، ووجه دعوة لتوحيد الخطاب الإعلامي اللبناني فيما يتعلق بالشأن البترولي لدينا. كما أكد على وجوب توحيد الرأي العام السياسي في هذا الملف بعيداً عن الخلافات الطائفية والدخول بنجاح إلى عالم الطاقة الأحفورية.
المحور الثالث:
المحور الثالث الذي أداره رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة المعارف، الدكتور حاتم الزين، حمل عنوان الإعلام البترولي: الاحتياجات التدريبية وصناعة الخبرات. استهل الكلام الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور حسين العزي، فسلط الضوء على أساسيات الملف النفطي، أهمها تدريب الاعلاميين الاقتصاديين عبر الإلمام بالملف البترولي بجوانبه كافة، وضرورة إعطاء مواد اختيارية متخصصة بالشأن البترولي، مقترحاً إنشاء مؤسسة أكاديمية تربط بين مختلف الجهات المعنية بملف الطاقة.
وكانت للأستاذ الدكتور نسيب غبريل، مدير البحوث والتحاليل الاقتصادية في بنك بيبلوس، كلمة عن أهمية ترشيد استخدام عائدات البترول، لأن سوء استخدام هذه العائدات يفاقم الأزمات المالية، لا يعالجها. ولذلك، فإن غياب الإدارة المالية الفعالة أدى الى اتساع الفجوة في السوق المحلي. كما أشار الى أهمية وجود صحافيين اقتصاديين ملمّين بالخبرة الكافية في مجال الثروة البترولية. وختم الدكتور غبريل كلمته، معتبرا بأنّ تلمّس نتائج العائدات البترولية يتطلب فترة لا تقل عن سبع سنوات.
وفي هذا السياق، شدّدت الأستاذة لوري حيطايان، مديرة مكتب "معهد حوكمة الموارد الطبيعية" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على ضرورة تمسّك الجيل الجديد بوطنهم، في ظلّ التأثير الإيجابي المتوقع للقطاع البترولي على الاقتصاد اللبناني. كما لفتت إلى أهمية تبادل التجارب مع الدول ذات الظروف المشابهة بالظروف اللبنانية. وأكدت حيطايان على ضرورة تفعيل الدورات التدريبية للإعلاميين في مجالات البترول عارضة لطرائق مختلفة في التدريب منها الأسلوب الرقمي.
واختتم المحور الثالث الأستاذ علي برو، المحامي والخبير في قوانين وسياسات الطاقة، الذي شدّد على معادلة تحديد الأولويات الإعلامية على المستوى الوطني، بحيث يجب على الإعلامي أن يصل بمجتمعه إلى الازدهار، عبر أخذه بعين الاعتبار الأطروحات التي تفيد الوطن في المجالات كافة. وأشار إلى أن الإعلام اللبناني لم يكن موفقا بتغطية الملف البترولي بشكل موضوعي. كما تطرّق الأستاذ أيضاً إلى الأولويات في إعداد التغطيات الصحفية من خلال التركيز على التهديد الإسرائيلي، وتفادي الوقوع في "نقمة النفط"، بالاضافة إلى إبراز الشفافية رغم الخوض في "بحرٍ هائجٍ من الفساد" الذي يعتبر المواضيع الحساسة التي يجب على الإعلاميّ مكافحتها بطريقة فعالة.
وقد صدرت عن الملتقى التوصيات التالية:
- اعتماد ورش تدريب متخصصة في مجال الإعلام البترولي في الجامعات
- العمل على تشكيل مرصد للأخبار المتداولة الخاصة بقطاع البترول بهدف تأمين مصدر أكاديمي محايد ومرجعي.
- إعطاء مواد اختيارية تثقيفية تعنى بالشأن البترولي
- إنشاء دراسات عليا متخصصة بالطاقة وكيفية إدارتها
- تكثيف النشر الإعلامي لتوحيد الرأي العام اللبناني خلف هذا الحدث المقبل خلال سنوات
- تطوير مهارات الصحافيين الاقتصاديين
- إنشاء صفحات رسمية تعنى بنشر معلومات دقيقة مرتبطة بالشأن البترولي
- اتباع الجدية في الشأن البترولي لما يحمله من أهمية على كافة الصعد
- ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمكانها الصحيح والفعال
- التأكد من صحة الأخبار المتداولة بالشأن البترولي من مصادر المعلومة
- دعوة الإعلاميين للتعاطي بمسؤولية كبيرة في التغطيات كافة المتعلقة بملف الطاقة، سيما بموضوع التهديدات الإسرائيلية.
- إبقاء الرأي العام اللبناني على اطلاع دائم في ما يتعلق بالشأن البترولي انطلاقًا من قانون "حق الوصول إلى المعلومة"