مؤتمر تمكين الأُسْرَة: التّأسيس الاجتماعيّ للحضارة الإنسانيّة
مؤتمر تمكين الأُسْرَة: التّأسيس الاجتماعيّ للحضارة الإنسانيّة
ينعقد المؤتمر لمواجهة تحدٍّ ثقافيّ غربي راهن يستهدف الترويج المباشر لما يُطلق عليه "كلّ أشكال الأُسْرَة" و"تَشريع الشّذوذ"، والذي لا يعني فعليًّا سوى الانقلاب على نموذج الأُسْرَة الذي عرفته المجتمعات الإنسانيّة كافّة، بما فيها المجتمعات الغربيّة نفسها.
لا شكّ في أنَّ تحوّلات فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة أوصلت الغرب إلى هذا المسار مِنَ التّراجع عن ثوابت وبُنى اجتماعيّة وأخلاقيّة ، وإلى ترويج الشذوذ ، ومحاولة إرغام باقي شعوب العالم على تقبّله ، وحتى على جعله حقّ من حقوق الإنسان.
لم تعد قضيّة الأُسْرَة وحمايتها والتّمسُّك بها قضيّة الأديان فقط؛ بل باتت اليوم تحدِّيًّا حضاريًّا، تشترك فيه الدّول التي تُواجه الهيمنة والاستعلاء الغربيّين؛ من روسيا والصّين وأفريقيا إلى الدول العربيّة والاسلاميّة ،التي أعلنت بشكل حاسم رفض الشّذوذ وتجريمه في دساتيرها، والاعتراف بأنموذج واحد للأُسْرَة مِنْ رجل وامرأة فقط دون سواه. هذا الأنموذج الطبيعي الذي عرفته البشريّة منذ مئات آلاف السّنين.
الأُسْرَة من منظور الاجتماع الإنسانيّ هي الوحدة الأساسيّة للبناء الحضاريّ، وأيّ مشروع لاستبدال هذا الأنموذج أو تفكيكه، والقضاء عليه، ليس سوى مؤشِّر على تصدُّع البنيان الحضاريّ والأخلاقيّ لأيِّ أُمَّة مِنَ الأُمم.
إنَّ "تمكين الأسرة" وحمايتها، هو نقيض الدعوة إلى "تمكين المرأة"، ومجتمع الشّذوذ "مجتمع الميم"، و"كلّ أشكال الأُسْرَة"، التي تُروِّج لها وتُدافع عنها، بعض دول الغرب ومعها الأُمَم المتّحدة وبعض منظّمات المجتمع المدنيّ.
إن "تمكين الأسرة"، هو التزام برؤية دينية وأخلاقيّة وثقافيّة، في إطار مشروع حضاريّ إنسانيّ عالمي.