كلمة صاحب الرّعاية فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون
أيّها الحفل الكريم كثير اليوم هو الكلام الذي يدمّر…
<p style="direction: rtl;">أيّها الحفل الكريم كثير اليوم هو الكلام الذي يدمّر أكثر ممّا يبني، ويدمي بدلاً من أن يداوي ويلغي الآخر في حين أنّ الحياة تتطلّب المشاركة والقبول والاحترام المتبادل، حتّى في قلب عائلاتنا نفتقد لغة الحوار، فتنقسم العائلات وتعلو الجدران والأصوات والنزاعات فيما المطلوب قلوب مفتوحة على المحبّة والإصغاء.</p>
<p style="direction: rtl;">نفتقد الحوار في زمننا المشحون في كافّة المجالات، في السياسة عصبيّات ومناكفات، في الدّين تكفير وإقصاء، وفي العمل حروب حيتان جشعة، وفي العلاقات الدوليّة نزال مصالح والكلّمة الأخيرة للأقوى، وفي المنزل وبين الجدران، وبين مختلفي الرأي ونمط الحياة، حتّى يبدو لنا أنّ العلّة باتت في جوهر الإنسان ولم تعد عارضًا.</p>
<p style="direction: rtl;">لا شكّ أنّ مؤتمركم الكريم هذا سيحيط بالأسباب والظواهر، ويؤشّر إلى العلاج الناجع، وحسناً فعل المنظّمون مشكورين، بأن وضعوا عنوانًا لهم البحث عن ثقافة الحوار بين الأديان، بعدما باتت أسوأ الانتهاكات البشريّة ترتكب باسم الدّين، وأريد أن أذهب أبعد من هذا العنوان لأتحدّث عن ثقافة الحوار داخل الدّين نفسه، وهنا تبدو البداية، فالدّين لغة إيمانيّة من جهة، ومؤسّسة بشريّة من جهة ثانية، تحمل رسالة مستقاة من التعاليم التي تؤمن بها، ودور هذه المؤسّسة جوهريّ في نقل التعاليم بالطرق المناسبة، وإيجاد روابط إنسانيّة بينها واتّباع ديانتها، وبين الأتباع أنفسهم، لا بل عليها أن تحتضن المؤمنين وتعلّمهم، لغة المحبّة والحوار، وتربّيهم على الانفتاح وقبول حقّ الاختلاف في الرأي، وعليها أن تفعل هذا قبل الانتقال إلى مرحلة الحوار مع الأديان الأخرى.</p>
<p style="direction: rtl;"> </p>
<p style="direction: rtl;">
إقرأ المزيد